الفن جزء لا يتجزأ من ثقافة عسير البصرية والتراثية، و"متحف فاطمة" أحد المتاحف الخاصة التي تُجسد هذا المعنى بصورة ملموسة لسكان وزوار المنطقة. متحف فاطمة مكان أُعد ليعكس صورة أصيلة عن مدى ارتباط المرأة العسيرية بالفنون، وكيف شكلت ذائقتها، وارتباطها بطبيعة بمنطقتها، ومكانتها الاجتماعية، وحرصها على أن تجعل كل مكان تكون فيه امرأة عسير مكانًا يحمل هويتها، وجمالها، وحبها لبيئتها. يقع متحف فاطمة في مدينة أبها في بناء حجري يمثل أحد الأنماط العمرانية في منطقة عسير، ويستقبلك بالنباتات العطرية وأشجار الزينة التي تنمو في المنطقة ليأخذك إلى بهو مفتوح تُعرض فيه شروحات مصورة عن التراث والفنون في عسير وخاصة فن القط العسيري الذي أخذ موقعه في مصاف العالمية حين تسجيله في قائمة التراث العالمي غير المادي في اليونيسكو. تأخذك أرجاء المتحف بعد ذلك إلى قاعات مخصصة للتعرف على فن القط العسيري بطريقة تجريدية أكثر، حيث يمكن أن تُشاهده على اللوحات الجدارية، أو المعروضات الفخارية، أو الأصناف المبتكرة على الأواني والمنسوجات، ثم تجربة القط بشكل خاص على بعض الأحجار أو القطع الخشبية بعد التعرف على ألوانه الطبيعية المأخوذة من بيئة المنطقة وطرق استخراجها.
يستطيع الزوار تجربة الملابس التراثية لمختلف مناطق المملكة بشكل عام، والزي العسيري بشكل خاص والتقاط الصور التذكارية، أو تحويل مناسباتهم الخاصة لتجربة مميزة بطلب تذوق بعض الأطباق الشعبية. وللشغوفين بالتعرف على فن القط العسيري واتقانه أكثر؛ فإن المتحف يُمكنك من التدرب على اتقان هذا المهارة باستخدام أدواته الأصلية وبإشراف مباشر من أصحابه.
متحف فاطمة وجهة ملهمة للسياحة التراثية والفنية في عسير، ومكان مميز لالتقاط صور تذكارية لا تُنسى.
عرض المزيد